احتضنت محكمة الاستئناف بتازة بتاريخ يومه 29/06/2016 اجتماعا للخلية الجهوية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف ترأسه السيد الوكيل العام للملك جمال النور وحضره ممثلي عدة قطاعات وزارية وجمعيات عن المجتمع المدني.

استهل اللقاء بكلمة ألقاها السيد الوكيل العام للملك أوضح فيه أن العنف ضد النساء والأطفال ظاهرة مجتمعية تعرفها كل الدول في العالم بمختلف مستوياتها وتوجهاتها، وإن كان ذلك طبعا بدرجات متفاوتة، معتبرا العنف من أبشع الممارسات التي تعرفها العلاقات الإنسانية داخل الأسر ومبرزا أن العنف ضد المرأة تحديدا يشكل العائق الأساسي لكل تنمية مجتمعية، بحيث يشل ويقضي على مجهودات النصف الثاني من مكون المجتمع، ويحرمه من المشاركة الفعلية في الحياة العامة، موضحا أن اجتثاث كافة أشكال العنف الذي تتعرض له المرأة سواء كان ذو طبيعة فردية أو مؤسساتية يعد في حد ذاته عمل كبير في اتجاه الدفع بعجلة التنمية نحو الأمام.

كما أكد أن جلالة الملك إدراكا منه لما لعملية مناهضة العنف ضد النساء والأطفال من أهمية في رقي وتقدم بلدنا فإنه ما لبث من خلال خطبه يدعو إلى تفعيل حماية النساء والأطفال ضد العنف ولعل خير مثال على ذلك خطابه السامي في 20 غشت 1999 الذي أكد فيه : "على ضرورة توفير الحماية الكاملة للمرأة من كل عنف حتى تتمكن من المساهمة في رقي المجتمع ".

وهي الحماية التي تم تكريسها في الدستور الجديد من خلال إقراره لعدة آليات وأدوات كفيلة من حماية المرأة من العنف، كما أحدثت وزارة العدل والحريات في هذا السياق وتجسيدا لهذه التوجيهات خلايا جهوية ومحلية على صعيد محاكم المملكة لتساهم في مكافحة هذه الظاهرة.

طارحا في عرضه تساؤلا محوريا وأساسيا حول ما قدمت هذه الخلايا على الخصوص والبنيات التي أنشأت لهذه الغاية بصفة عامة من إضافة في مسار مكافحة العنف ضد المرأة والطفل على مستوى مدينة تازة.

ثم عقب ذلك أعطى السيد الوكيل العام للملك الكلمة لجميع القطاعات الحكومية والهيئات والجمعيات الحاضرة حيث تقدموا بأوراق عمل في الموضوع، ليفتح النقاش بعد ذلك أثيرت فيه المشاكل والصعوبات التي تعترض عمل الخلية وكافة الشركاء والمتدخلين، كما أدلوا باقتراحاتهم المناسبة لمعالجتها.

ليختتم اللقاء بتقديم توصيات في الموضوع، والاتفاق على الموعد القادم لاجتماع الخلية.